الاثنين، 15 أبريل 2013

الذهب يفقد بريقه



تلمع الأساور الذهبية في معصم أم عزة وتصدر رنينا خافتا عندما تلوح بيدها وهي تصف مخاوفها من تأثير انهيار أسعار الذهب العالمية عليها هي العاملة البسيطة في مصنع للملابس في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة.

"اشتريت هذه الأساور الأربعة منذ عامين مقابل مدخرات عمري كله عندما كانت أسعار الذهب في ارتفاع مستمر. رصدت 2 ليوم تتزوج فيه ابنتي وواحدة

لمواجهة تقلبات الأيام والرابعة لتغطي به عائلتي مصاريف جنازتي عند وفاتي"، كما تشرح أم عزة.

"اليوم، المستفيد الأول من انخفاض سعر الذهب هو خطيب ابنتي الذي سيشتري خاتم وسوار الزواج بسعر أقل من المتفق عليه

عند اختيارهما الأسبوع الماضي، أما أنا فأعتقد أنها الأيام الوحيدة التي يدعو لي فيها زوجي بطول العمر حتى لا يغطي نفقات

جنازتي من جيبه".

وقد استقر سعر غرام الذهب من عيار 21 بعد التراجع العالمي عند 340 جنيهًا، ثم انخفض منذ يومين على خلفية استرداد الجنيه

 لـ70 قرشًا أمام الدولار، ووصل سعره يوم الأحد إلى 287 جنيهًا مصريا.

وسجل سعر الذهب في مصر تراجعا أقل من نسبة تراجعه عالميا بسبب ارتفاع الدولار أمام الجنيه لأكثر من 30% خلال الأشهر

الماضية، مما "كبح من تراجع السعر محليا، لأنه أحد المحددات الرئيسية للسعر المحلى بعد السعر العالمي"، بحسب ما أكده

رفيق العباسي رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة بالغرفة التجاري المصرية.

وأشار العباسي إلى أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه لأكثر من 30% خلال الأشهر الماضية، كبح من تراجع السعر محليًّا، لأنه أحد

 المحددات الرئيسية للسعر المحلى بعد السعر العالمي.

لكن عودة سعر صرف الدولار إلى الانخفاض بنسبة نحو 5 بالمائة في الأيام الأخيرة ينذر بمزيد من الانخفاض في سعر الذهب.

من جانبه أشار وصفي أمين واصف رئيس الشعبة العامة للذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية إلى أن حركة الشراء والبيع في

السوق المصرية متجمدة تماما ولا يوجد أي إقبال على اي نوع أو فئة من المشغولات الذهبية.

أما أم عزة فتؤكد "أنا لا أفهم في صعود وهبوط الدولار أو في البورصة، ما أفهمه فقط هو أنه إذا قمت ببيع سواري اليوم لن

يكفي ثمن كل ما تحتاجه ابنتي لجهازها".

هذا وقد واصل سعر الذهب عالميا تراجعه الاثنين لتنخفض الأسعار إلى أقل مستوى في عامين حيث انحدر إلى 1427.14 دولار

 وهو أقل سعر له منذ أبريل 2011،. وبعد أن انخفض نحو 7% على مدى جلستين يتجه الذهب لتسجيل أكبر هبوط له منذ سبتمبر

أيلول 2011.


ولقد انخفضت أسعار الذهب وسط مخاوف من أن اضطرار قبرص إلى بيع جزء من غطاءها من المعدن النفيس لمواجهة أزمتها

 المالية سيؤدي إلى انهيار أشد في الأسعار خاصة إذا ما اتبعت دول أخرى نفس السبيل.

وقد انزلق السعر في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي إلى 1500 دولار الأوقية لأول مرة منذ يوليو 2011 مع توقعات بأن قبرص

سوف تحاول التخلص من جزء كبير من مخزونها للحصول على 400 مليون يورو لمواجهة أزمتها المالية.

ويتوقع الخبراء أن تضطر بعض الدول الأكثر مديونية في الاتحاد الأوروبي، مثل إيطاليا والبرتغال، إلى بيع جزء من مخزونها من

الذهب أيضا. ويرى رجال الاقتصاد أنه إذا كانت قبرص، ذات النصيب الصغير في أسواق الذهب، قد تركت هذا الأثر فإن تأثير دول

 أكبر مثل سلوفينيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال سيكون أخطر.

وفي العراق، حيث ظل الذهب ملاذا آمنا للكثيرين الذين يخشون تقلبات الزمان فقد شهد سعر المعدن النفيس تراجعا أيضا.

"لقد انخفض سعر الغرام عيار 24 من 59174 ريالا إلى 54191،15 دينارا اليوم أي 46،58 دولارا مقابل 50،8 دولار منذ 9

أيام"، حسب نافع طه، العامل في ورشة للمصوغات الذهبية في بغداد.

"البيع شبه متوقف لأن الناس في حالة ترقب. لا تريد أن تبيع اليوم ثم يرتفع فجأة مرة أخرى في الأيام القادمة فتكون خسارتهم

كبيرة، خاصة وأن الكثيرين كانوا قد اشتروا ذهبا عندما كانت أسعاره في صعود كنوع من الاستثمار"، حسب نافع.

ويضيف "الإقبال اليوم على الشراء أملا في تحقيق مكاسب اقتناعا من المشتري أن الذهب لابد وأن يستعيد بريقه، أما القلة

النادرة التي تبيع اليوم فهي ممن في حاجة ماسة لتحويله إلى سيولة مالية لمواجهة ظروف طارئة".

المصدر:  أبوظبي - سكاي نيوز عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More